التعيين القيادي المشترك في ORACLE

المقدمة

في لحظة استراتيجية مهمة، أعلنت Oracle عن تعيين Clay Magouyrk و Mike Sicilia كمديرَين تنفيذيّين مشتركَين. الخبر قد يبدو مثيرًا للاهتمام ببساطة لأنه غير تقليدي، لكن ما يهم أكثر هو الرسالة التي يبعثها وكيف سيُترجَم إلى واقع في المؤسسات الكبرى التي تراقب.

Magouyrk يقود Oracle Cloud Infrastructure، بينما Sicilia كان يدير الذكاء الاصطناعي ضمن التطبيقات الصناعية. هذا التعيين يجمع بين من يركّز على البنية التحتية ومن يركّز على الاستخدام الذكي للتطبيقات. في جوهرها، هذه خطوة تؤكد أن الشركة ترى الذكاء الاصطناعي ليس أمرًا يُلقن من الأعلى، بل يُدمَج في صميم الأعمال عبر القيادة المشتركة.

لماذا هذا التعيين مهم؟

أولًا، يغيّر المفهوم السائد للقيادة التنفيذية. في الماضي، يُتوقع من القائد أن يكون ”رجل المرحلة“، مع كل السلطات. لكن Oracle تُظهر أن في التعقيد الحديث للاستراتيجية التقنية قد لا يكون من الحكمة أن يحتكر شخص واحد كل الوظائف. إنها طريقة لتقليل نقاط الفشل، وإقرار مبدأ: ليس من الضروري أن تفعل كل الأمور بنفسك بل أن تضمن أن هناك اختصاصات متوازنة.

ثانيًا، هو استثمار في الثقة الداخلية والخارجية. الموظفون والعملاء والمستثمرون سيرون أن الشركة لا تضع كل بيضها في سلة شخصية واحدة، بل تبني قيادة موجهة نحو التخصص والتكامل.

ثالثًا، يعكس التحديات التي تواجه المؤسسات اليوم. ليس التبني المبكر للتقنيات وحده ما يكفي، بل القدرة على إدارة الاستدامة التشغيلية في بيئات متغيرة. Oracle تضع البنية التحتية والذكاء التطبيقي في توازن منذ البداية.

كيف يمكن للمؤسسات الأخرى أن تستفيد من هذه التجربة؟

• عزّز التخصص ضمن الفريق التنفيذي. لا تفرض أن يكون لشخص واحد كل الحلول.

• حدّد المجالات التي تحتاج قيادة منفصلة لكن مترابطة.

• استخدم هذا التعيين كمؤشر داخلي: أي التخصصات تحتاج أن تكون على القيادة العليا؟

• راقب التنفيذ ليس في الشعار بل في التناغم: كيف تتعاون القيادات المشتركة لتحديد الأولويات وحسم النقاشات؟

آفاق غير متوقعة

قد يُقال إن القيادة المشتركة تؤدي إلى تسويف القرارات أو تناقض في التوجه. لكنه ليس حتمًا. المفتاح هو وضوح الإطار: من يفصل في أي قضية، وما الآلية المشتركة للتنسيق. إذا استطاعت Oracle أن تدير هذا التنسيق داخليًا بنجاح، فإنها قد تفتح بابًا جديدًا أمام هياكل تنفيذية أكثر مرونة في شركات أخرى.

كما أن هذه التجربة قد تصبح نموذجًا لمؤسسات تكنولوجيا ضخمة أو مؤسسات ذات أبعاد تقنية عالية. في الشركات التي تُدير عمليات ضخمة تقنية، التوازن بين منير التكنولوجيا ومنير الاستخدام قد يحتاج هذا النوع من القيادة لتجنب الانحياز إلى جانب واحد.

خلاصة

تعويض شخص واحد بقياديين مشتركين ليس إجراء شكلي. إنه اقتراح: الذكاء الاصطناعي والتطبيقات لن تُحسَّن فقط عبر قدرات تقنية، بل عبر التناغم بين البنية والتطبيق. في عالم تتقاطع فيه التكنولوجيا والاستراتيجية، قد نرى أن الحل ليس في التمكين الفردي، بل في التمكين المتوازن.